علاج الإكزيما بطرق طبيعية، الأسباب والأعراض

 عندما يصبح الجلد مصابًا بالإكزيما، يصبح الشعور بالحكة والاحمرار مزعجًا للغاية. في هذه المقالة، سنستكشف عدة طرق طبيعية لعلاج الإكزيما، بالإضافة إلى فهم أسبابها وأعراضها. سنتناول الحديث عن كيفية التحكم في هذا المرض الجلدي المزعج باستخدام العلاجات الطبيعية، وتقديم بعض النصائح العملية للتخفيف من الأعراض والعلاج النهائي.

أسباب الإكزيما

العوامل الوراثية:
تلعب الوراثة دورًا كبيرًا في تحديد احتمالية الإصابة بالإكزيما. إذا كان أحد الوالدين أو كلاهما يعاني من الإكزيما، فإن احتمالية إصابة الأطفال تزداد بشكل ملحوظ. حيث أن هناك جينات معينة مرتبطة بالإكزيما، ومن أبرزها الجينات المسؤولة عن إنتاج البروتينات الضرورية لصحة الجلد. من بين هذه البروتينات، يبرز بروتين الفيلاغرين، الذي يساعد في تشكيل حاجز وقائي طبيعي للبشرة. الأشخاص الذين لديهم طفرات في جين الفيلاغرين يكونون أكثر عرضة للإصابة بالإكزيما، لأن حاجز الجلد لديهم يكون أقل كفاءة في منع فقدان الرطوبة ومنع دخول المواد المهيجة والميكروبات.

علاج الإكزيما بطرق طبيعية،  الأسباب والأعراض

العوامل البيئية:
العوامل البيئية تلعب أيضًا دورًا مهمًا في تفاقم الإكزيما أو حتى تحفيز ظهورها في بعض الحالات. التعرض للمهيجات البيئية مثل الدخان، التلوث، والمنظفات الكيميائية يمكن أن يسبب تهيج الجلد. المواد المثيرة للحساسية مثل حبوب اللقاح، العفن، وفراء الحيوانات التي تؤدي إلى تفاقم الأعراض لدى الأشخاص المصابين بالإكزيما. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي التعرض للماء بشكل مفرط، خاصة الماء الساخن، إلى جفاف الجلد وزيادة خطر ظهور الإكزيما. هناك أيضًا بعض المواد الغذائية التي تكون محفزة للإكزيما لدى البعض، مثل منتجات الألبان، البيض، المكسرات، والقمح.

العوامل المناعية:
يتضمن جهاز المناعة أيضًا دورًا حاسمًا في تطور الإكزيما. لدى الأشخاص المصابين بالإكزيما، يكون الجهاز المناعي مفرط النشاط، مما يجعله يبالغ في رد الفعل تجاه مهيجات بيئية وعوامل أخرى. هذه الاستجابة المناعية المبالغ فيها تؤدي إلى الالتهاب والاحمرار والحكة التي تميز الإكزيما. تتضمن هذه الاستجابة إطلاق مواد كيميائية التهابية مثل الهيستامين من خلايا الدم البيضاء، مما يزيد من تدفق الدم إلى المناطق المتأثرة ويسبب تهيج الجلد.

اختلال الحاجز الجلدي:
تلعب صحة الحاجز الجلدي دورًا مهمًا في منع الإكزيما. الجلد الطبيعي يعمل كحاجز وقائي يمنع فقدان الرطوبة ويحمي الجسم من العوامل الخارجية الضارة. فعند الأشخاص المصابين بالإكزيما، يكون هذا الحاجز الجلدي ضعيفًا أو تالفًا. هذا الضعف يؤدي إلى فقدان الماء من الجلد بشكل أكبر، مما يجعل الجلد جافًا وأكثر عرضة للتشققات والتهيج. الأبحاث تشير إلى أن نقص بعض الدهون والبروتينات في الجلد يمكن أن يسهم في ضعف هذا الحاجز.

اعراض الإكزيما

1. الحكة:
الحكة هي أحد الأعراض الأكثر شيوعًا والأكثر إزعاجًا للإكزيما. قد تكون الحكة خفيفة في البداية، لكنها يمكن أن تصبح شديدة جدًا، مما يدفع الشخص إلى حك الجلد بشكل مفرط، مما يزيد من تهيج الجلد والتهابه. يمكن أن تكون الحكة أكثر سوءًا في الليل، مما يؤثر على النوم.

2. الاحمرار:
الاحمرار هو علامة شائعة أخرى للإكزيما، وتحدث نتيجة للالتهاب في الجلد. يمكن أن يظهر الاحمرار في أي مكان من الجسم، لكنه يكون أكثر شيوعًا في الوجه، واليدين، والقدمين، والمرفقين، والركبتين. قد يكون الجلد الملتهب ساخنًا عند اللمس.

3. الجفاف:
الجلد المصاب بالإكزيما يميل إلى أن يكون جافًا ومتقشرًا. يمكن أن يصبح الجلد خشنًا ومتشققًا، مما يزيد من خطر حدوث العدوى. الجفاف هو نتيجة لفقدان الجلد لقدرته على الحفاظ على الرطوبة بشكل طبيعي.

4. التشقق والنزيف:
بسبب الجفاف المفرط يتشقق الجلد ويبدأ في النزيف. هذه التشققات تكون مزعجة ومؤلمة وتتسبب في تشكل القشور على الجلد.

علاج الاكزيما بطرق طبيعية

1. الترطيب المنتظم:
أحد أهم الخطوات في علاج الإكزيما بشكل طبيعي هو الحفاظ على ترطيب الجلد. الجلد الجاف يزيد من حدة الأعراض. 

2. حمامات الشوفان:
حمامات الشوفان تعد من العلاجات الطبيعية الفعّالة للإكزيما. يتم طحن الشوفان إلى مسحوق ناعم ثم يضاف إلى ماء الحمام. يساعد الشوفان في تهدئة الحكة وتقليل الالتهاب بفضل محتواه من البيتا-غلوكان، الذي يرطب الجلد ويشكل طبقة حماية.

3. جل الألوفيرا:
الألوفيرا معروفة بخصائصها المهدئة والمرطبة. يمكن استخدام جل الألوفيرا المستخرج مباشرة من النبات أو المنتجات التي تحتوي على جل الألوفيرا النقي. يساعد الجل في تهدئة الاحمرار والحكة ويعزز شفاء الجلد المتضرر.

4. العسل:
العسل الخام يُعتبر مضادًا طبيعيًا للبكتيريا ومضادًا للالتهابات. يمكن تطبيقه مباشرة على مناطق الجلد المتضررة، مما يساعد في تسريع عملية الشفاء ومنع العدوى.

5. زيت شجرة الشاي:
زيت شجرة الشاي يحتوي على خصائص مضادة للبكتيريا والفطريات ويمكن استخدامه بتركيزات مخففة لتجنب التهيج. يمكن خلط بضع قطرات من زيت شجرة الشاي مع زيت ناقل مثل زيت جوز الهند وتطبيقه على البشرة.

6. النظام الغذائي الصحي:
النظام الغذائي يلعب دورًا مهمًا في صحة الجلد. بعض الأطعمة يمكن أن تحفز الالتهاب، بينما هناك أطعمة أخرى يمكن أن تساعد في تقليل الأعراض. وهي كالتالي:

تناول الأطعمة الغنية بالأوميغا-3: مثل الأسماك الدهنية (السلمون، الماكريل)، بذور الشيا، وبذور الكتان، التي تساعد في تقليل الالتهاب.
تناول الأطعمة المضادة للأكسدة: مثل الفواكه والخضروات الغنية بفيتامين C وE، والتي تساعد في حماية الجلد.
تجنب الأطعمة المثيرة للحساسية: مثل منتجات الألبان، البيض، والمكسرات، إذا كانت تزيد من الأعراض.

7. استخدام المكملات الغذائية:
بعض المكملات الغذائية يمكن أن تكون مفيدة في إدارة الإكزيما مثل:

زيت السمك: يحتوي على الأحماض الدهنية أوميغا-3 التي تساعد في تقليل الالتهاب.
البروبيوتيك: تساعد في تحسين صحة الجهاز الهضمي والمناعة، مما يمكن أن يؤثر إيجابياً على الجلد.
فيتامين D: نقص هذا الفيتامين مرتبط بالإكزيما، ويمكن أن يساعد المكمل على تحسين الأعراض.

8. تجنب المواد المهيجة:
تجنب المواد المهيجة مثل الصابون القاسي، المنظفات الكيميائية، والعطور يقلل من تهيج الجلد. استخدام المنتجات اللطيفة والمخصصة للبشرة الحساسة يساعد في الحفاظ على صحة الجلد.

9. الكمادات الباردة:
استخدام الكمادات الباردة يساعد في تقليل الحكة والالتهاب المرتبطين بالإكزيما. قم بوضع منشفة باردة ورطبة على المناطق المتضررة لمدة 10-15 دقيقة لتخفيف الأعراض.

10. النباتات الطبية والأعشاب:
هناك العديد من النباتات الطبية والأعشاب التي يمكن استخدامها في علاج الإكزيما:

البابونج: له خصائص مهدئة ومضادة للالتهابات ويمكن استخدامه في شكل شاي أو كمادات.
الآذريون: يمتلك خصائص مهدئة ومضادة للبكتيريا ويمكن استخدامه في شكل كريمات أو مراهم.
العرقسوس: له خصائص مضادة للالتهابات ويمكن استخدامه كمكمل غذائي أو في شكل كريمات.

11. العلاج بالضوء:
العلاج بالضوء، أو العلاج بالأشعة فوق البنفسجية، يمكن أن يكون فعالًا في علاج الإكزيما. يتم هذا العلاج تحت إشراف طبيب، حيث يتعرض الجلد لأشعة فوق بنفسجية محددة تقلل من الالتهاب وتحسن الأعراض.

12. تجنب العوامل المحفزة:
تجنب العوامل المحفزة يعتبر جزءًا أساسيًا من الوقاية من الإكزيما. من المهم مراقبة الأعراض وتحديد ما إذا كانت هناك عوامل معينة تثير نوبات الإكزيما، مثل:

الأطعمة: مثل منتجات الألبان، البيض، المكسرات، والقمح.
المواد الكيميائية: في الصابون، المنظفات، أو مستحضرات التجميل.
الملابس: المواد الاصطناعية أو الصوف.
العوامل البيئية: مثل الغبار، حبوب اللقاح، وفراء الحيوانات.

علاج الأكزيما بالزيوت الطبيعية

زيت جوز الهند:
الفوائد:
زيت جوز الهند هو واحد من أكثر الزيوت استخدامًا في علاج الأكزيما، بفضل خصائصه المرطبة والمضادة للبكتيريا. يحتوي على حمض اللوريك الذي يساعد في تقليل الالتهابات ومكافحة العدوى البكتيرية.
الطريقة:
التطبيق المباشر: ضعي كمية صغيرة من زيت جوز الهند البكر على المناطق المتأثرة مرتين إلى ثلاث مرات يوميًا.
الاستحمام: أضيفي ملعقتين كبيرتين من زيت جوز الهند إلى ماء الاستحمام الدافئ وانقعي جسمك لمدة 15-20 دقيقة.

زيت الزيتون:
الفوائد:
زيت الزيتون غني بمضادات الأكسدة وفيتامين E، مما يساعد على ترطيب البشرة وتقليل الالتهابات. كما أنه يساعد في تعزيز تجديد الخلايا الجلدية التالفة.
الطريقة:
التطبيق المباشر: ضعي زيت الزيتون البكر على الجلد المتهيج ودلكيه بلطف حتى يمتصه الجلد.
كمادات الزيت: اغمسي قطعة قماش نظيفة في زيت الزيتون الدافئ وضعيها على المنطقة المصابة لمدة 10-15 دقيقة.

زيت اللوز الحلو:
الفوائد:
زيت اللوز الحلو يحتوي على فيتامين E، الأحماض الدهنية الأساسية، والبروتينات التي تساعد في تغذية الجلد وترطيبه. يمتاز بخصائصه المضادة للالتهابات، مما يجعله مثاليًا لتقليل الحكة والاحمرار.
الطريقة:
التطبيق المباشر: ضعي بضع قطرات من زيت اللوز الحلو على الجلد المتهيج ودلكيه بلطف.
مزجه مع زيوت أخرى: اخلطي زيت اللوز الحلو مع زيت جوز الهند أو زيت الزيتون لتعزيز الفوائد.

زيت شجرة الشاي:
الفوائد:
زيت شجرة الشاي له خصائص مضادة للبكتيريا والفطريات والفيروسات، مما يجعله فعالًا في منع العدوى التي قد تصاحب الأكزيما.
الطريقة:
التخفيف: اخلطي بضع قطرات من زيت شجرة الشاي مع زيت حامل مثل زيت جوز الهند أو زيت الزيتون.
التطبيق المباشر: ضعي الخليط على المناطق المتأثرة مرة يوميًا. تجنبي استخدام زيت شجرة الشاي المركز على الجلد لأنه قد يسبب تهيجًا.

زيت الخزامى (اللافندر):
الفوائد:
زيت الخزامى معروف بخصائصه المهدئة والمضادة للالتهابات. يساعد في تقليل الحكة للأشخاص الذين يعانون من الأكزيما.
الطريقة:
التطبيق المباشر: ضعي بضع قطرات من زيت الخزامى المخفف (ممزوج بزيت حامل مثل زيت جوز الهند أو زيت الزيتون) على الجلد المتهيج.
الاستحمام: أضيفي بضع قطرات من زيت الخزامى إلى ماء الاستحمام الدافئ وانقعي جسمك لمدة 15-20 دقيقة.

زيت الأرجان:
الفوائد:
زيت الأرجان غني بفيتامين E والأحماض الدهنية الأساسية، مما يساعد في ترطيب الجلد وتجديد خلاياه.
الطريقة:
التطبيق المباشر: ضعي بضع قطرات من زيت الأرجان على الجلد المتهيج ودلكيه بلطف حتى يمتصه الجلد.
مزيج مع كريم مرطب: اخلطي زيت الأرجان مع كريم مرطب غير معطر وضعيه على المناطق المتأثرة.

في الختام، يظل علاج الإكزيما بالطرق الطبيعية خيارًا مهمًا وفعّالًا للكثير من الأشخاص الذين يسعون لتخفيف الأعراض وتحسين حالة الجلد بطريقة طبيعية وآمنة. 
مشرف
مشرف